
عبّأ أرسنال مدافعه بما يلزم من «ذخيرة تكتيكية» لمواجهة باريس سان جيرمان الفرنسي في فاصل ذهاب الدور نصف نهائي لدوري أبطال أوروبا، وهو يدرك جيداً أن ما تحتاجه مواجهة فريق حديقة باريس، أكبر بكثير مما احتاجته مباراة ريال مدريد في الدور ربع النهائي، والتي كانت عرضاً كروياً فخماً من لاعبي المدرب أرتيتا، وقد تأكد مما شاهدناه، أن باريس التي قضمها «المدفعجية» في خريف الموسم عند مبتدأ هذه النسخة من دوري الأبطال، ليست هي باريس ربيع الموسم، فقد أزهرت في الحديقة ورود تفوح اليوم بعطر مختلف.
سار أرتيتا المدرب الإسباني وهو من أنجب تلامذة بيب جوارديولا، بأرسناله في طريق المناعة التكتيكية، حتى غدا فريقاً قوياً ومتماسكاً وبقدرة رهيبة على أن ينجح في ما أخفق فيه لسنوات طويلة، أن يقبض على اللقب الأوروبي الأقوى والأرفع. في مقابله صمّم لويس إنريكي مقاساً جديداً للفريق الباريسي وهو يتخلص من لاعبين «جلاكتيين»، من ميسي، نيمار وحتى مبابي، بل إنه سيواجه مقاومة إعلامية عنيفة لهذا المستحدث التكتيكي الذي أتى به، أن يجعل من عثمان ديمبيلي بطل الرواية الجديدة وفارس الغزوات.
في أكتوبر الماضي، والزمن خريف بارد، تلقى باريس سان جيرمان خسارة أمام أرسنال بملعب الإمارات بهدفين نظيفين، وما فهم من أحزنتهم الخسارة وما تلاها، أن لويس إنريكي بصدد حياكة الجلباب التكتيكي الذي يليق بهذه المجموعة التي ركّبها بنفسه، ومن شهر لآخر سيولد النهج والشخصية والبذرة التي ستزهر في مواسم الربيع، فقد غدا باريس سان جيرمان فريقاً مركباً بطريقة بديعة، بحارس مرمى يرصد كل ومضات المنافس فيوقفها، وبوسط ميدان يشتغل كالنوابض التي لا تتوقف عن العمل، وبهجوم هو الأفضل بين كل خطوط هجوم الفرق التي بلغت الدور نصف النهائي، بلغة الأهداف وكذا تنويع الخطط.
هذا الفريق الباريسي الذي أينع في الربيع كما تينع الأزاهير، هو الذي فاح عبيره الأول بملعب الإمارات، فنال من مباراة ذهاب نصف النهائي أمام أرسنال، ما يعزّز حظوظه في بلوغ المباراة النهائية، ليس فقط لأنه حقق الفوز بهدف ديمبيلي، ولكن لأنه قدم دليل إبداعه الجماعي من خلال منظومة لعب تتفوق أداء ومهارة على الأرسنال، وإن كان ما سنشاهده بباريس في جولة الإياب، سيخبرنا بالفريق الذي سيخلد عبيره في الحديقة ليتأهل للنهائي الكبير بـ«أليانز أرينا» في ميونيخ، وإن كنت أظن أنه باريس، سارعت ذاكرة كرة القدم أن للإنجليز «سبع أرواح».
نقلاً عن الاتحاد الإماراتية